شرح حديث (من حسن إسلام المرء)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) حديث حسن رواه الترمذي وغيره.
هذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب والاشتغال بما ينفع وترك ما لا ينفع. وهذا الحديث إن كان فيه مقال لا يصل إلى رتبة المحتج به وفيه اختلاف والمحفوظ أنه مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن معناه محفوظ في الشرع يشهد له جملة من أدلة الكتاب والسنة. وفيه مسائل:
الأولى: يرشد الحديث إلى خلق عظيم يدعو إليه كمال الإيمان وهو ترك ما لا طائل فيه ولا نفع يعود على العبد في دينه وديناه. فيترك العبد المحرمات والشبهات والمكروهات وفضول المباحات. وأعظم ما يدخل في ذلك حفظ اللسان من لغو الكلام كما روي في المسند (إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه). وإعراض العبد عن ذلك دليل على توفيقه وحسن إسلامه. قال الحسن: "من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه". وقيل للقمان: "ما بلغ بك ما نرى يريدون الفضل. فقال: صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعنيني".
الثانية: فيه إشارة إلى أن الناس في دين الله منهم من هو حسن الإسلام ومنهم من هو سيئ الإسلام.فهناك خصال وأعمال تدل حسن إسلام المرء كالصدق
في الحديث والعفة والاجتهاد في الطاعة وأداء الأمانة. وهناك خصال وأعمال تدل على سوء الإسلام كالكذب والخيانة والغدر والمجاهرة بالمعاصي والتفريط بالفرائض. وإذا أحسن العبد إسلامه غفرله ما ارتكبه في الأول وإذا أساء العبد في إسلامه أخذ بالأول والآخر . فعن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُؤَاخَذُ الرَّجُلُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: (مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا كَانَ عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِر) متفق عليه. و ثبت في صحيح مسلم فضل من حسن إسلامه ومضاعفة حسناته وتكفير سيئاته.
الثالثة: فيه إشارة إلى أهمية الوقت وإستثمارة في هذا الدين القويم. فإن
الإشتغال بما لا فائدة فيه تضييع للوقت وإهدار له وإستثمارة يعني شغله بما يعود بالنفع على العبد. وقد فرط كثير من الناس في نعمة الوقت كما أخبر بذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) خرجه البخاري.
الرابعة: إن التحلي بهذا الخلق الكريم يتطلب من العبد عزيمة ومثابرة وجداً
ومصابرة. فإن النفس إن لم تشغلها بالخير والأمور النافعة شغلتك بالشر
والبطالة. وخير ما يشتغل به العبد تلاوة القران والنظر في الحديث ومدارسة كلام العلماء وسير الصالحين ومداومة الأذكار والتقرب إلى الله بالسنن والنوافل والصلة والبذل والإحسان والدعوة إلى الله والحسبة. وجماع ذلك الاشتغال بالعلم النافع والعمل الصالح والأمور النافعة له في دينه ودنياه .
الخامسة: إنما أرشد الشارع لترك مالا يعني لحكم عظيمة وفوائد جليلة:
1- أن الاشتغال بذلك يفضي إلى الوقوع فيما حرم الله من انتهاك الحرمات
وسوء الظن وغير ذلك.
2- أن الاشتغال بذلك يؤدي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين.
3- أن الاشتغال بذلك يؤدي إلى ضعف الإيمان.
4- أن الاشتغال بذلك يؤدي بالعبد إلى التثاقل عن الطاعات والتقصير في عمل الصالحات.
5- كما أن الاشتغال بذلك يصرف العبد عن معالي الأمور ويشغله بسفاسف الأمور ودنيئها.
السادسة: الأمور التي لا تعني ولا فائدة فيها كثيرة منها:
1- فضول الكلام في المجالس وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن القيل والقال وهو كل كلام لا مصلحة فيه.
2- التوسع في فضول المباحات من أعراض الدنيا والكماليات والمبالغة في ذلك.
3- السؤال عن أحوال الناس وأمورهم الخاصة من غير سبب يقتضي ذلك أو داع يسوغه.
4- تتبع عورات الناس والتفتيش عنها لا سيما الولاة والعلماء والتشهير بذكرها.
5- التساهل في رواية الأحاديث المنكرة وحكاية القصص الواهية ولو كان بقصد الوعظ.
6- الإشتغال بقراءة الروايات الغرامية والمجلات الماجنة وكتب البدع والجهالات.
7- الإنكباب بمعرفة الأحداث السياسية وأخبار العالم وإضاعة الأوقات في ذلك من غير اختصاص ولا فائدة.
8- متابعة المسلسلات الهابطة والبرامج التافهة.
9- الاشتغال بالهوايات الدنيئة وبذل الأموال العظيمة في سبيل الحصول عليها والبحث عنها.
10- تتبع الصيد والانقطاع له من غير حاجة وقضاء الأيام والليالي في سبيل ذلك مما يؤدي بصاحبه إلى الغفلة والبعد عن أماكن العبادة.
11- تربية الحمام وأنواع الطيور لأجل اللهو والمفاخرة بها وقد ذم السلف ذلك.
السابعة: المرجع في تعيين الأمور التي لا فائدة فيها إلى أدلة الشرع وقواعده المعتبرة لا إلى أهواء الناس وأعرافهم الفاسدة. فقد يترك بعض الناس أمرا واجبا أو مستحبا متوهما أنه مما لا يعنيه وهو مطلوب شرعا كالأمر بالمعروف والدعوة وتربية الولد والعناية بالمصالح العامة في المجتمع المسلم وغير ذلك مما أرشد إليه الشرع. وفي المقابل قد يشتغل بعضهم بأمور ظنا منهم أنها مما تعنيه وهي مما لا فائدة فيها. ولذلك قد اصطلح كثير من الناس اليوم على الاهتمام بأمور واعتنوا بها وبذلوا أوقاتهم وأموالهم فيها وهي للأسف من سفاسف الأمور وفيها مخالفة للشرع وتشغل المسلمين عن معرفة الحق والعمل به.
الثامنة: لا يدخل في الأمور التي لا تعني المسلم المزاح المشروع من ترويح النفس واستجمام الروح وتطييب قلب المسلم وإدخال السرور على الأهل بالأمور المباحة فإن ذلك إذا كان بحدود الحاجة فقد أذن به الشرع وأباحه. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداعب أهله ويمازح أصحابه في حله وترحاله. وللمزاح واللهو المشروع ضوابط:
1- أن لا يشتمل على محظور شرعي.
2- أن لا يفضي إلى ترك واجب أو صد عن ذكر الله وإقامة الصلاة.
3- أن لا يؤدي إلى وقوع العداوة والبغضاء بين المسلمين.
4- أن لا يكون غالبا في كل الأحوال بل عارضا عند الحاجة له.
5- أن لا يكون فيه ضرر على مسلم أو ترويع له.
From Abu Hurayrah, may Allah be pleased with him said: The Messenger of Allaah be upon him: (from a good Muslim, one is left does not care) hasan hadeeth narrated by al-Tirmidhi and others.
This talk of the important principles of literature and engage in what works and leave what does not work. This hadeeth is that the article was not up to the rank and invoked the difference and saved he was sent from the Prophet peace be upon him but that means saved in Islam has a number of witness evidence of the Qur'aan and the Sunnah. And the issues:
The first modern guide to creating a great called by the perfection of faith which is left as it is pointless and useless due to a person in his religion and Dinah. A person leaves the taboos and suspicions and curiosity of Abominations and permissible. The greatest of those used in the conservation of the tongue from idle talk, as narrated in the Musnad (that of a good Muslim, one with a few words do not mean). And the reluctance of a person for evidence of the blessing and a good Muslim. Hassan said: "From the reluctance of God for a person to make his job with no means." It was said to Luqman: "What was your what we want the credit. He said, speaking truthfully and the Secretariat's performance and leave what does not concern me."
The second indication that the people in the religion of God in whom is Hassan al-Islam and some of them is bad Islam. There are qualities and the work shows a good Muslim you like truthfulness
In the modern, chastity and obedience and diligence in the performance of the Secretariat. There are qualities and the work shows ill of Islam such as lying, betrayal, treachery and disobedience, and manifest neglect Balafraid. If al-Islam Ghafrlh best what he did in the first and if the abused person in his conversion to Islam and took the former was the other. It was narrated that 'Abd-Allaah said: A man came to the Messenger of Allah peace be upon him said,' O Messenger of God: Oaaakhz man what was done in ignorance said: (one of the best in Islam not be punished for what he was working in ignorance and abused in Islam, taking the former was the other) agreed. And is proven in Saheeh Muslim virtue of a good Muslim and double the advantages and disadvantages atonement.
III: a reference to the importance of time and invest in the debt straight. The
Busy with no benefit to him a waste of time and wasting his means his job and invested for the benefit of the slave. The excess of many people in the grace of time, as our Prophet told us holy peace be upon him said: (Namtan two blessings which many people health and leisure) Narrated by Al-Bukhari.
IV: The exercise of this requires a manners of a person's resolve and perseverance, and very
And Msaberh. The self is not operated by the good and useful things busy with evil
And unemployment. The best thing a person employed by the recitation of the Koran and consider the modern schools and words of the scholars and the conduct of the righteous and the maintenance of prescribed and to draw closer to God and Balsnn redundancy, relevance and generosity and kindness, and call to God and arithmetic. And engage in intercourse with the beneficial knowledge and good deeds and good things his religious and worldly affairs.
V: but guided the street to leave the money meant for great wisdom and great benefits:
1 - to engage in that lead to a fall in the campus is a violation of privacy
And mistrust and so on.
2 - to engage in that leads to enmity and hatred among Muslims.
3 - to engage in that leads to weakness of faith.
4 - to engage in this cause slave to gravity for good deeds and good works in default.
5 - The distracted by that distracted him from His Excellency the matters and things and operated Bsvasef Dnaiha.
VI: the things that does not mean no point where many, including:
1 - curiosity to speak in the assemblies has been forbidden by the Prophet peace be upon him for gossip is all the words have no interest in it.
2 - the expansion of permissible curiosity of the symptoms of this world and the luxury and exaggeration in it.
3 - question about the conditions of the people and their private affairs of the reason for doing so is unnecessary or unjustified.
4 - follow the people's sins and inspection by governors, in particular, scientists and defamation Bzla.
5 - indulgence in novel conversations reprehensible and flimsy storytelling, even if with a view to preaching.
6 - Functioning read romantic novels, magazines and books of innovation dissolute and ignorances.
7 - get down by the political events and news of the world and wasting time in the jurisdiction that is not useful.
8 - Follow-up to the descending series and programs trivial.
9 - to engage in hobbies despicable and make great money in order to access and search.
10 - follow the fishing and drop him there is no need and spend days and nights for the sake of it, which might lead to negligence and away from places of worship.
11 - pigeon and bird species for fun and bragging by the advances that have been vilified.
Seven: the reference in the appointment of the things that do not benefit them to Islam and rules of evidence considered and not to the whims of corrupt people and their customs. Could leave some people is a duty or desirable imagined that there was no means a legally required such as ordering their good and advocacy, child rearing and care of public interests in the Muslim community and other things that taught by the Shar '. On the other hand, some things may be employed, thinking of them, which means they are making no use in it. May, therefore, termed a lot of people today on matters of interest and nursed her, and gave their time and money which is unfortunately nonsense, and the offense to Islam and Muslims are running for the right to know and work.
H: not included in the things that does not mean a Muslim joke project Relaxation and Recreation spirit and soften the heart of the Muslim and bring happiness to the family matters are permissible if it was around the need has authorized and permitted by Islam. He was the Messenger of Allah peace be upon him joking joking with his family and his companions in his travels and resolved. And fun and amusement project controls:
1 - that does not include illegal is prohibited.
2 - that is not conducive to leaving duty or repel you from the remembrance of God and prayer.
3 - does not lead to enmity and hatred among Muslims.
4 - that is not often in all cases but offering when you need it.
5 - Should not be a harm to the Muslim or intimidate him.
